:: الإخبات إلى الله ::
إن العبد بطبيعة الحال يتأثر تأثراً واضحاً وسريعاً بالظروف البيئة والعوامل التى تحيط به سواءٌ تأثيراً سلبياً أوإيجابياً ....بالخيرِ أو بالشر ؛ وأيضاً ينعكس ذلك على مايكتسبه من صفات سواء الحميدة التى تجعله عبداً مؤمناً حقاً فى معاملاته مع الله ، ومع الخلق ؛ أو صفاتٌ حبيثة والعياذ بالله تؤثر عليه بالسب فى إكتسابه للسوك السيئ المنحرف ، وأيضاً الأخلاق الغير طيبة فيعيش عيشة دنكاً ، ويلقى الندامة والخزى فى الدنيا والآخرة .
من تلك الصفات الحميدة التى يكتسبها العبد المؤمن صفة الإخبات ؛ تلك الصفة التى تساعد فى بناء شخصيته ولها الأثر الطيب على أخلاقه وتعاملاته كعبد مسلم مؤمن حقاً
والإخبات هو الخضوع والخشوع إلى الله تعالى ؛ والإخبات إلى الله صفة عظيمة جليلة ؛ وهو من منزلة الطمأنينة
وهى صفةٌ ندر وجودها بل ندر من يعرفها ويقوم بحقها
والإخبات أيضاً هو :: التواضع والسكون ::
قال تعالى :
{ فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين }
الحج:34
وقال تعالى:
( وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم ) (الحج:54)
وقال تعالى
(( وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ
وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ))
الحج 34-35
وقال سبحانه
((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ
أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ))
هود 23
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم
: ( رب اجعلني لك شكَّارًا، لك ذكَّارًا، لك رهَّابًا، لك مِطواعًا، إليك مخبتًا، لك أوَّاهًا منيبًا )
رواه أحمد وأصحاب السنن إلا النسائي
وأيضًا قوله صلى الله عليه وسلم:
( اللهم إنَّا نسألك قلوبًا أوَّاهة مخبتة منيبة في سبيلك )
رواه الحاكم
والآيات التى ذُكرت والأحاديث السابقة، والتي ذُكر فيها لفظ ( الإخبات ) نجد أن هذا اللفظ قد جاء فيها مضافًا إلى الله سبحانه وتعالى، ولم يأتِ في القرآن الكريم ذِكْرٌ لهذا اللفظ مضافًا لغير الله تعالى .
ونستطيع أن نجمل صفات المخبتين فى أربعة صفات اثنان منها روحية، وهما: وجل القلب لدى ذكر اللَّه، والصبر على المصيبة
واثنان منها عملية، وهما: إقامة الصلاة والإنفاق.
كيف يصل العبد المؤمن إلى تلك الصفات الروحية والعملية !؟
أو بمعنى آخر .......
كيف يصل العبد المؤمن إلى درجة الإخبات ؟
1- إذا غلبت العبدُ عصمته شهوته فيقهر شهوته باعتصامه بالله سبحانه .
2- إذا غلبت العبدُ نيته غفلته ,, فأيقظ نفسه دائماً من غفلته بنيته الصالحة
3- إذا غلبت العبدُ محبته لربه شعوره بالوحدة والوحشة والتفرد ,, فاستأنس بربه وبحبته وذكره وطاعته , ولا يستوحش أبدا من قلة عدد الصالحون حوله.
4- إذا أستمر العبدُ في لوم نفسه , وتهذيبها , وتنقيتها من أمراضها وقصرها على الطاعة , وقمع شهواتها وهواها.
فمن اتصف بهذه الصفات مع كمال توحيده وإخلاصه كان من المخبتين
فإذا ذكر الله اضطرب قلبه خوفاً ورجاءً , ورهبة ورغبة
أسأل الله تعالى أن ينفعنى وإياكم بالقرآن العظيم، وأن يجعله حجة لنا لا حجة علينا، وأن يجعلنا من الذين يجمعون بين القول والعمل في سلوكهم، ومن الذين وصفهم الله سبحانه وتعالى بقوله: { وأخبتوا إلى ربهم } .
جعلني الله وإياكم من عباده الصالحين المخبتين
اللهم آمين
موضوع: الإخبات إلى الله 
