مجاهدة النفس

مجاهدة النفس

--------------------------------------------------------------------------------

إلى كل من تجد صعوبة في مجاهدة نفسها.. والتغلُّب على العصاة حولها.. وعلى
من يحملونها على معصية ربها.. أهدي هذه الزهرات من بستان مجاهدة النفس
ومحاربة الشهوات:..
مجاهدة النفس يا أختاه معناها فطامها عن الشهوات والهوى والغرق في
الملذات.. والمعاصي تأتي في النفس ضعيفة.. عمرك ما قلت لنفسك لا ! أنتِ
ضعيفة أمام نفسك.. كلما نادت عليكِ لشهوة تطيعينها!.
- يا أختي.. المجاهدة هي بذل الجهد والطاقة.. يقول الله تبارك وتعالى : ((
والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبُلنا )).. جاهدي نفسك يا أختي قبل العمل
وبعد العمل.
- أما مجاهدة نفسك قبل أن تأتي بعملٍ معينٍ هو أن تقفي وقفة مع نفسك قبل
أن تعمليه وتسألي نفسك : هل هذا العمل لله أم لغيره ؟ فإن كان لله قمتِ
به.. وإن كان لغير الله لم تقومي به..
وتنظرين أيضًا : هل فعل هذا العمل خيرٌ من تركه ؟ أم تركه خيرٌ من فعله ؟
فإن كان الثاني.. فلتتركي العمل.. وإن كان الأول فتسألي نفسك هل الباعث
على هذا العمل هو إرادة وجه الله عز وجل وثوابه أم إرادة الثناء والإعجاب
من المخلوقين؟.
فإذا كان الباعث على العمل هو إرادة وجه الله.. قمتِ به وأنتِ قريرة العين.. وإن كان إرادة الثناء والإعجاب.. فلتتركينه فورًا..
أما بعد قيامك بالعمل فيجب أن تحاسبي نفسك : هل كان ترك هذا العمل خيرٌ من
فعله أم لا ؟.. وإذا عملتِ عملاً مباحًا.. تسألي نفسك لماذا فعلتِ هذا
العمل؟.. أهو لوجه الله فتربحين.. أم للدنيا فتكوني من الخاسرين؟!.

- ويا أختاه .. فلتعلمي عواقب عدم مجاهدة نفسك ومحاسبتها وتسهيل الأمور
وتمشيتها.. إن ذلك يؤدي بكِ إلى الهلاك.. وهذا هو حال أهل الغرور.. يغمضون
أعينهم عن العواقب ويتكلون على العفو فيهملون محاسبة أنفسهم والنظر في
العواقب.. فإن أهملت مجاهدة نفسك أصبح سهلاً عليكِ الوقوع في الذنوب..
وسوف تأنسين بها بعد لك ويتعسر عليكِ فطام نفسك منها..

فلتنظري يا أختاه.. ماذا قدمتِ ليوم القيامة من الأعمال : أمن الصالحات التي تنجيكِ.. أم من السيئات التي تهلكك؟..
واعلمي يا أختي أن الشيطان كمثل كلب جائع يقترب منكِ.. فإن لم يكن معك
خبزٌ ولحمٌ فإن الكلب ينـزجر بمجرد الصوت.. أما إن كان بين يديكِ لحمٌ وهو
جائعٌ فإنه يهجم على اللحم ولا ينـزجر بمجرد الكلام.. وعلى ذلك فالقلب
الخالي من قوت الشيطان ينـزجر عنه الشيطان بمجرد ذكره لربه..
وقوت الشيطان هذا يتمثل في الشهوات.. فالشهوة إن غلبت على القلب دفعت
الذكر – إن ذكرتِ – إلى جوانب القلب فلم يتمكن الذكر من سويداء القلب
فيستقر الشيطان في سويداء القلب!..

واعلمي أيضًا أن العبد إذا اتبع شيئان : الغضب والشهوة.. ظهرت سيطرة
الشيطان عليه وصار قلبه عش الشيطان ومرتع له.. فإن جاهد الشهوات ولم
يسلطها على نفسه وتشبه بأخلاق الملائكة عليهم السلام صار قلبه مستقر
الملائكة ومهبطهم.. والمعركة قائمة ودائمة بين الملائكة والشياطين في قلب
العبد إلى أن يفتح القلب لأحدهما فيتمكن.. ويكون مرور الثاني على القلب
نادرًا.. وأكثر القلوب قد فتحت أبوابها لجنود الشياطين فامتلكها وملأتها
بهجر الآخرة وحب الدنيا.. ولا يمكن إصلاح مثل هذه القلوب بعد ذلك إلا
بتخليها عن قوت الشياطين وهو الهوى والشهوات.
منقول لاخواتى الغاليات
احبكم فى الله
[/size][/size]

ماشاء الله
الله اكبر
جزى الله كاتبة وناقلة
خير الجزاء
يارب يرزقك الفردوس الاعلى اختى الغالية ام دنيا
على هذا الموضوع القيم

تقبلى ودى وحبى قبل ردى