راجيه عفو الله
¤° إدارة المنتدى °¤
عدد المساهمات : 4163 العمر : 53 العمل/الترفيه : راجية رضا الله
| موضوع: محبة رسول الله، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم الإثنين مايو 03, 2010 4:17 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله,خير خلق الله أجمعين وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
يقول الله تبارك وتعالى:
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (الأحزاب:56),
وهذه الصلاة, وذلكم السلام المأمور بهما في تلك الآية النيرة كلاهما لازم من لوازم محبته -صلى الله عليه وسلم-, وسبب موصل إليهما.
ولاشك أن حب النبي -صلى الله عليه وسلم- مَعلَم رئيسي من معالم الدين, وعقد من عقود الإيمان, فقد أوجب الله على أهل التوحيد محبته صلى الله عليه وسلم,
ويكفينا ذلكم المشهد الذي يأخذ فيه -صلى الله عليه وسلم- بيد عمر, فيقول له عمر: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي, فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ), فكان هذا التحول العجيب من عمر حيث قال لتوه: فأنت الآن والله يا رسول الله لأحب إلي من نفسي, فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الآنَ يَا عُمَرُ) (رواه البخاري)،
وفي الحديث: (لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) (متفق عليه).
منقول بحمد الله تعالى وفضله، يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
راجيه عفو الله
¤° إدارة المنتدى °¤
عدد المساهمات : 4163 العمر : 53 العمل/الترفيه : راجية رضا الله
| موضوع: رد: محبة رسول الله، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم الإثنين مايو 03, 2010 4:18 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
تابع لما سبق بحمد الله تعالى
إن هذا الأمر -وهو أن تربو محبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على محبة الذات والنفس- أمر ليس بالهين, بل يحتاج إلى استعانة صادقة بالله -جلَّ وعلا-, وأخذا بالأسباب مع التعلق بالله وحده لا بالأسباب, للوصول إلى هذا المرتقى العالي, والعروج من الثرى إلى الثريا.
وهذه بعض الأسباب التي تنتعش وتنشط بها محبة الحبيب -صلى الله عليه وسلم- في قلوب أهل الإيمان, وتدفع إلى نمائها:
- مما تمتلئ به القلوب, وتفعم محبة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- معرفة مكانته عند ربه , وما خصه الله به, ككونه أحب الخلق إلى الله تعالى، وأن الله جعله صاحب المقام المحمود, والشفاعة العظمى, وأول شافع, وأول مشفع, وأنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر, فما ازداد بذلك إلا ذلاً لله وانكسارًا, وسعيًا في مرضاته، فضلاً عن قَسَم الله بحياته, فجدير بمن تبوأ تلك المنزلة العالية عند الله أن تتوجه القلوب لمحبته, وتتشرف لنصرته.
يقول عبد الله بن سلام: "لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ. وَقِيلَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لأَنْظُرَ إِلَيْهِ فَلَمَّا اسْتَبَنْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ" (رواه الترمذي وابن ماجه).
- ومن ذلك كذلك معرفة حرصه وشفقته على أتباعه, ورحمته بهم، ونصحه لهم: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة:128), وقال -جلَّ وعلا-: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) (الأحزاب:6), فأنفسنا تدعونا إلى الهلاك, وهو يدعونا إلى النجاة, وفي الحديث: (أنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ فَمَنْ تُوُفِّيَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ فَعَلَيَّ قَضَاؤُهُ وَمَنْ تَرَكَ مَالاً فَهُوَ لِوَرَثَتِهِ) (متفق عليه), فأي نبل وأي سخاوة نفس هذه؟!
ومما تتلألأ به القلوب محبة لرسول الله مطالعة ومشاهدة الثمرات اليانعات التي يجتنيها أهل الإيمان بمحبتهم للحبيب -صلى الله عليه وسلم-, وأول ذلك الظفر بحلاوة ونداوة الإيمان, والتي تثمر التلذذ بالطاعات, واستعذاب المشاق والصعاب في سبيل الله، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ) (متفق عليه).
من ثمرات المحبة تلك البشرى التي زفها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للمؤمنين المحبين له ولأصحابه، وذلك يوم أن جاءه رجل, فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: (وَمَا أَعْدَدْتَ لِلسَّاعَةِ) قَالَ: حُبَّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ قَالَ: (فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ)
قَالَ أَنَسٌ: فَمَا فَرِحْنَا بَعْدَ الإِسْلاَمِ فَرَحًا أَشَدَّ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: (فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ). قَالَ أَنَسٌ: فَأَنَا أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ, وَأحب أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ, وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِأَعْمَالِهِمْ. (متفق عليه)
يتبع إن شاء الله تعالى . | |
|
راجيه عفو الله
¤° إدارة المنتدى °¤
عدد المساهمات : 4163 العمر : 53 العمل/الترفيه : راجية رضا الله
| موضوع: رد: محبة رسول الله، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم الإثنين مايو 03, 2010 4:20 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
تابع لما سبق بحمد الله تعالى
ومما لا يختلف عليه اثنان, أن المحب لمن يحب مطيع,
فلا بد أن نكون على ما كان عليه صلى الله عليه وسلم، فبذلك وبذلك فقط نبرهن, وندلل على صدق محبتنا, وإلا فما هي إلا مجرد دعوى تفتقر إلى بينة,
وقد ادعى قوم محبة الله, فابتلاهم الله بهذه الآية: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران:31).
ومهما بحت أصواتنا بإعلان محبته -صلى الله عليه وسلم-, وأظهرنا التألم والتأسف على فوات رؤيته وصحبته, وتناثر وتكاثر منا معسول الكلام في التعبير عن عظيم مودته, فما هي إلا دعاوي كاذبة لمحبة زائفة, حتى نترجم تلك المحبة إلى اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام إبتداءً من أمر العقيدة وانتهاءً إلى كل أمر صغيرا كان أو كبيرا في هديه صلى الله عليه وسلم,
وقد ألزم الله علينا طاعته, وحذر من مغبة عصيانه؛ فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ) (الأنفال:20),
وقال تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور:63).
وقال تعالى : (من يطع الرسول فقد أطاع الله )(النساء)
يتبع إن شاء الله تعالى | |
|