أعظم الشيوخ في تاريخ الأزهر ومؤلفاتهم

أعظم الشيوخ في تاريخ الأزهر ومؤلفاتهم

إن تاريخ الازهر طويل عريض يستطيع الباحث فيه ان يصول ويجول ليستعرض اكثر من ناحية ..فهناك النواحي الدينية والفكرية والسياسية والاجتماعية والادبية وغيرها ..وها قد مرت سنوات عدة على الازهر وهو لازال قائما ثابتا لدليل ان الله عز وجل قد أعطى هذا العهد الاسلامي الاكبر من عوامل البقاء والخلود شيئا كثيرا ،على الرغم مما عرض له او حاف به

في موضوعي هذا بعون الله ساتحدث بإيجاز وتركيز عن الشيوخ اللامعين في تاريخ الازهر وعن كتبهم ومؤلفاتهم التي تصور عقلياتهم وجهودهم الثقافية والفكرية

ملاحظة لابد ان اشير اليها وهو اني لن اذكر في هذا البحث شيوخ الازهر في القرن العشرين والواحد والعشرين اللذان حفلا بعشرات وعشرات من الازهريين الذين غزر انتاجهم وكثرت مؤلفاتهم ،وهؤلاء جديرون بان يستقلوا بحديث (اتفقنا

أعظم الشيوخ في تاريخ الأزهر ومؤلفاتهم Rrgto2rLQ1

من بين اعلام الازهر ابي يحي زكريا بن محمد بن محمود الانصاري ،الحافظ شيخ الاسلام ،الذي كان يراجع السلطان وينصحه ،وقد ولد سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة ،وتعلم في الازهر ،ودرس فيه كثيرا من العلوم الدينية والمدنية كالهندسة والجبر ،وتولى منصب قاضي القضاة ،وتوفي سنة 962هجرية،وتروي سيرته انه صنف في كثير من العلوم كالفقه والتفسير والحديث واللغة والتصريف والبلاغة والمنطق والطب والجبر والهندسة وغيرها .

ومن كتبه :

فتح الرحمن في تفسير القرآن .
تحفة الباري على صحيح البخاري
شرح ألفية العراقي في مصطلح الحديث
فتح الوهاب شرح الآداب
غاية الوصول في الاصول
شرح إيساغوجى في المنطق
منهج الطلاب في الفقه
تحفة نجباء العصر في التجويد
شرح شذور الذهب في النحو
اللؤلؤ النظيم في روح التعلم والتعليم .

جلال الدين عبد الرحمن بن ابي بكر السيوطي ولد سنة 849 وتوفي سنة 911 هجرية كان اماما مفسرا حافظا مؤرخا اديبا
ومؤلفاته اعظم من ان اشير اليها بكلمات عاجلة في هذا الموضوع
فقد الف السيوطي ما يقرب من ستمائة مؤلف في التفسير والحديث والفتاوي والتاريخ واللغة والادب والمقامات والنحو والتراجم وغيرها ، وهذا القدر الضخم من المؤلفات يحتاج الى دراسة واسعة لا الى اشارة عابرة .

جاء اول رجل تولى مشيخة الازهر بعد انشاء هذا المنصب ،وهو الشيخ ابو عبد الله محمد بن عبد الله الخراشي المالكي ،الذي ينسب الى قرية (ابو خراش ) في البحيرة ،وقد ولد بالقاهرة سنة 1010 هجرية واخذ العلوم عن طائفة من شيوخ الازهر ،وكان فقيها فاضلا ورعا .

ومن كتبه

الفرائد السنية شرح المقدمة السنوسية
الشرح الكبير على متن خليل في الفقه المالكي
جزء في الكلام على البسملة
الشرح الصغير على متن خليل

ونلاحظ ان مؤلفاته يغلب عليها الاتجاه الى الفقه المالكي ،لانه كان مالكيا

ثم جاء العالم الشاعر الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي الذي تولى مشيخة الازهر ايضا ،ولد سنة 1091 هجرية وتعلم في الازهر ،وبرز وتألق في العلم والشعر ،وكان صاحب جاه ومنزلة

ومن كتبه

منائح الالطاف في مدائح الاشراف
عنوان البيان
شرح الصدر في غزوة بدر
ديوان شعر الشبراوي

والظاهرة اللافتة للنظر هنا هي غلبة الشعر على احد الاعلام الذين تولوا مشيخة الازهر ،مع ان الذي كان شائعا في الازهر الى عهد قريب ان الازهري الذي يشتغل بالادب او الشعر لا يفلح في تكوين نفسه علميا وفكريا ،ولكن يظهر ان الشيخ الشبراوي قد هدم هذا الزعم ،ثم انتقل الازهر وخاصة في عهده الحديث الى عناية واسعة بالادب والشعر ،وتالق في سمائه عشرات وعشرات من الادباء والشعراء يحتاج الحديث عنهم الى مئات من الصفحات

يتبع ان شاء الله

الشيخ شمس الدين محمد بن سالم بن احمد الحفني او الحفناوي الشافعي
ولد في بلدة (حفنة )بالشرقية ،وتعلم في الازهر الشريف وصار فقيها في مذهب الشافعية ،وبرع في علم العروض ،وقال الشعر ايضا على قلة ،وهو صاحب الزجل الشعبي :
(احدتك حدوته ،بالزيت ملتوته ،حلفت ما آكلها ،حتى يجي تاجرها ...) الخ
وقد تولى الشيخ الحفني مشيخة الازهر كذلك ،وخلف لنا كتبا كثيرة منها :

حاشية على شرح االاشموني في النحو
أنفس نفائس الدرر
فوائد عوائد جبرية
رسالة في التقليد (في الحساب )
حاشية على الشرح السمرقندي للياسمينية في الجبر والمقابلة
حاشية على شرح العزيزي للجامع الصغير
حاشية علي الشنشوري في الفرائض والمواريث
الثمرة البهية في اسماء الصحابة البدرية
حاشية على شرح العضد للسعد (في البلاغة )

ونلاحظ هنا ان عالما تولى مشيخة الازهر ،وكان له باعه في الدراسات الازهرية ،ومع ذلك كان يقول الشعر ،وكان يؤلف في الجبر والحساب ،وكان يقول الزجل العام كما راينا

ثم نجد الشيخ احمد بن عبد المنعم بن يوسف بن صيام الدمنهوري ،المولود في دمنهور سنة 1101 هجرية والذي تلقى العلوم العقلية والطبية في الازهر ،وتولى مشيخة الازهر ،وكان مهيبا عند الامراء ،قوالا لكلمة الحق ،آمرا بالمعروف ،وكان يعرف باسم (المذاهبي )لعلمه بالمذاهب الفقهية الاربعة ،وله تآليف كثيرة ،وقد توفي سنة 1192 هجرية

ومن كتبه ما يلي

الفيض العميم في معنى القرآن العظيم
ايضاح المتهم من معاني السلم
سبيل الرشاد الى نفع العباد
حلية اللب المصون بشرح الجوهر المكنون
منتهى الارادات في تحقيق الاستعارات
القول الصريح في علم التشريح
الزهر الباسم في علم الطلاسم
طريق الاهتداء باحكام الامة والابتداء
الفتح الرباني بمفردات ابن حنبل الشيباني
نهاية التعريف باقسام الحديث الضعيف
منهج السلوك الى نصيحة الملوك
احياء الفؤاد بمعرفة ظواهر الاعداد
عين الحياة في استنباط المياه
الرقائق الالمعية على الرسالة الوضعية

ونلاحظ في مؤلفات الدمنهوري هذا التوسع الفسيح في مختلف العلوم والفنون ،فهو لا يقتصر على الموضوعات الدينية واللغوية فحسب ،بل يكتب في التشريح والحساب واستنباط المياه وشؤو[size=21] المجتمع وسياسة الحكم ..الخ

ويأتي الشيخ احمد بن احمد بن محمد السجاعي البدراوي الازهري المتوفي سنة 1197 هجرية وهو من قرية (السجاعة) بالغربية ،وهو فقيه شافعي المذهب ،درس وافتى والف

ومن كتبه :

الدرر في اعراب السور
حاشية على شرح القطر لابن هشام
شرح معلقة امرئ القيس
شرح لامية السموءل
حاشية على شرح ابن عقيل للالقية
منظومة في الاستعارات

يتبع بعون الله

ومن الاعلام المشهورين في تاريخ الازهر الشيخ عبد الله ابن حجازي ابن ابراهيم الشرقاوي ،المولود في بلدة (الطويلة ) بالشرقية سنة 1150 هجرية ،وتعلم في الازهر ،وتولى مشيخة الازهر سنة 1208 هجرية ،وفي عهده انشئ رواق (الشراقوة ) ،وكان الشيخ الشرقاوي عالما جليلا ،وزعيما سياسيا ،وجاهدا وضحيا ،وله مواقفه المشرفة في الدفاع عن حرية الشعب وكرامة الوطن ،وقد توفي في القاهرة سنة 1227 هجرية ومن مؤلفاته

هذه الكتب:

مختصر مغنى اللبيب في النحو
التحفة البهية في طبقات الشافعية ،من سنة 900 الى سنة 1121
تاريخ مصر
متن العقائد المشرقية وشرحها
تحفة الناظرين فيمن ولى مصر من السلاطين
حاشية على شرح التحرير
شرح حكم ابن عطاء الله السكندري
شرح الوصايا الكردية
فتح المبدى بشرح مختصر الزبيدي
مختصر الشمائل مع شرحه

أعظم الشيوخ في تاريخ الأزهر ومؤلفاتهم JaI7bMc98Q

ومن المشهورين في تاريخ الازهر ،الشيخ ابو العرفان محمد بن علي الصبان الشافعي النحوي ،الذي تعلم في الازهر ،وبرع في النحو،وتوفي في القاهرة سنة 1206 هجرية

ومن كتبه :

الكافية الشافعية في علمي ي العروض والقافية
اتحاف اهل الاسلام بما يتعلق بالمصطفى واهله الكرام
ارجوزة في العروض وشرحها
حاثية على شرح الاشموني للالفية
الرسالة الكبرى في البسملة
اسعاف الراغبين
حاشية على شرح الملوي للسلم
تقرير على مقدمة جمع الجوامع
حاشية على شرح الرسالة العضدية
علم الهيئة
رسالة في الاستعارات

يتبع بعون الله

الشيخ محمد بن محمد بن احمد الامير المالكي ،شهرته ( الشيخ الامير ) ،واصله من المغرب ،وقد ولد في بلدة (سنبو ) بمصر سنة 1154 ،وتعلم في الازهر ،واصبح من مشهوري فقهاء المالكية ،وتوفي سنة 1232 هجرية

وله كتب كثيرة ،منها :

حاشية على مغنى اللبيب لابن هشام في النحو
حاشية على شرح الزرقاني للعزية
الاكليل في شرح مختصر خليل ،في الفقه المالكي
المجموع في الفقه
حاشية على شرح ابن تركي للعشماوية في الفقه
حاشية على شرح الشذور في النحو
حاشية على شرح الشيخ خالد على الازهرية
تفسير المعوذتين
انشراح الصدر في بيان ليلة القدر
حاشية على شرح جوهر التوحيد
ضوء الشموع شرح المجموع

ثم جاء الازهري الواسع الافق ،العميق الثقافة ،الجامع بين علم الدين وعلم الدنيا ،الشيخ حسن بن محمد بن محمود العطار المولود بالقاهرة سنة 1190 هجرية واصله من المغرب
تولى مشيخة الازهر سنة 1236 هجرية وحاول ربط الازهريين بالعلوم الحديثة والمعارف المختلفة ،وكان شعاره :(ان بلادنا لا بد ان تتغير احوالها ويتجدد بها من المعارف ما ليس فيها )
وكان له ولوع شديد بسائر المعارف البشرية وله اشعار رقيقة وقد توفي الشيخ العطار بالقاهرة سنة 1250

وله كتب كثيرة منها :

حاشية على جمع الجوامع
حاشية على مقولات الشيخ السجاعي
رسالة في كيفية العمل بالاسطرلاب والربعين المقنطر والمجيب والبسائط
رسائل في الطب والرمل والزايرجة والتشريح
رسالة في البسملة والحمدلة
انشاء الشيخ العطار
حاشية شرح قواعد الاعراب
حاشية الازهرية في النحو
حاشية العصام على الوضعية للايجي
شرح المنظومة في آداب البحث
شرح منظومة التشريح
شرح نزهة الشيخ داود في الطب
حاشية شرح اشكال التاسيس في علم الهندسة
مظهر التقديس بذهاب دولة الفرنسيس
ديوان الشيخ العطار

يتبع بعون الله

وجاء الازهري العبقري المكفوف الشيخ حسين احمد المرصفي ،المولود في قرية (مرصفا ) بالقليوبية 1815 هجرية واصيب بكف البصر وهو في الثالثة من عمره ،وتعلم في الازهر ،وكان صاحب حافظة قوية وعقلية ممتازة ،وقام بالتدريس في الازهر ،ثم تعلم الفرنسية في ثلاثة اشهر ،وانتفع بمطالعته في الفرنسية ،وقام بالتدريس في دار العلوم ومدرسة العميان وهي اول مدرسة من نوعها في مصر ،واختير عضوا بالمجلس الاعلى للتعليم ،وكان صديقا للشاعر محمود سامي البارودي وكانت بينهما مراسلات ومساجلات ،وقد توفي المرصفي بالقاهرة سنة 1270 هجرية

ومن كتب المرصفي ما يلي :

الوسيلة الادبية الى العلوم العربية
دليل المسترشد الى فن الانشاء
رسالة الكلم الثمان
ولا ننسى ان المرصفي كان استاذا لشاعرين الكبيرين احمد شوقي وحافظ ابراهيم

وفي ختام هذه الجولة بين المشهورين في تاريخ الازهر الشريف ياتي الاستاذ الامام الشيخ محمد عبده ،صاحب الجهد الكبير الضخم في احياء النهضة الادبية والفكرية في مصر ،وقد صارت سيرته اشهر من ان تكرر هنا وقد توفي سنة 1905 ميلادية

ومن كتبه ما يلي :

رسالة التوحيد
شرح نهج البلاغة
فلسفة الاجتماع والتاريخ
تفسير القرآن (تفسير المنار )الى اواخر سورة النساء
شرح مقامات بديع الزمان الهمذاني
نظام التربية والتعليم بمصر
الاسلام والنصرانية مع العلم والمدنية
شرح البصائر النصيرية في المنطق

وانما ختمت مسيرتي هذه بالامام الشيخ محمد عبده لان حياته انتهت بانتهاء القرن التاسع عشر ومبادئ القرن العشرين ،واما اعلام الازهر في القرن العشرين والواحد والعشرين فانهم كثيرون لهم مكانتهم ومؤلفاتهم ولم احاول ان اذكرهم في بحثي هذا فلو اردت ذلك لما استطعت كما قلت سابقا
منقول
جزى الله كاتبة
خير الجزاء

» { أعظم ألم في الحياة ,,, ليس أن تموت }
» سلسلة تاريخ الأندلس المفقود للدكتور طارق السويدان
» سلسلة تاريخ القدس وفلسطين الشيخ طارق السويدان
» أسطوانة تاريخ الإسلام: اكتر من 70 محاضرة وبحجم 610 mb د / راغب السرجاني