سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز : ما رأيكم بفستان الفرح الذي تسحبه العروس وراءها بطول ثلاثة أمتار تقريباً ، وما رأيكم أيضاً في الأموال التي تدفع للمطربات في الزفاف ؟
الإجابة: أما ما يتعلق بالمرأة فالسنة أن تضفي ثوبها شبراً ولا تزيد على ذراع لأجل الستر وعدم إظهار القدمين، وأما الزيادة على ذراع فمنكر للعروس أو غيرها لا يجوز، وهذا إضاعة لموال بغير حق في الملابس ذات الآثمان الغالية ، فينبغي التوسط في الملابس ، لا حاجة إلى ترصيعها بأشياء تهدر الأموال العظيمة ، التي تنفع الأمة في دينها ودنياها، أما ما يتعلق بالمطربات فلا يجوز إحضارهن بالأموال الغالية ، أما المغنية التي تفني غناء معتاداً بسيطاً خفيفاً في وقت من الليل لإظهار الفرح، وإظهار السرور ، وإظهار العرس فلا بأس ، فالغناء في العرس والدف في العرس أمر جائز ، بل مستحب إذا كان لا يقضي إلى شر لكن بين النساء خاصة في وقت من الليل ثم ينتهي بغير سهر أو مكبر صوت، بل الأغاني المعتادة التي بها مدح للعروس ، ومدح للزوج بالحق ، أو أهل العروس ، أو ما أشبه ذلك من الكلمات التي ليس فيها شر ، ويكون بين لنساء خاصة ليس معهن أحد من الرجال ، ويكون بغير مكبر ، هذا لا بأس به ، كالعادة المتبعة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وعهد الصحابة ، وأما التفاخر بالمطربات وبالأموال الجزيلة للمطربات فهذا منكر لا يجو ، وهكذا بالمكبرات ، نه يحصل به إيذاء للناس ، والسهر بالليل حتى تضيع صلاة الفجر وهذا منكر يجب تركه (1) .
(1) فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز 4/121 .
***
فستان الزفاف ذو الذيل الطويل
أ.د. سليمان بن فهد العيسى
أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية السؤال : ما حكم لبس الفستان الذي به ذيل طويل من الخلف؟ وهل تدخل من تلبسه في الحديث: "من جر ثوبه خيلاء..." مع العلم أنه منتشر بين النساء في الأعراس؟. الجواب : الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:فلا بأس بلبس المرأة للفستان الذي به ذيل، والذي يستعمل غالباً في الأعراس، لكن بشروط، أهمها:
الشرط الأول: عدم التشبه بالكافرات والفاسقات، فيجب مخالفتهن في ألبستهن.
الشرط الثاني: ألا تلبس أو تتزين بما تريد أن تشتهر به، فقد روى أحمد (5664) وأبو داود (4029) وابن ماجة (3607) وغيرهم بإسناد حسن عن ابن عمر –رضي الله عنهما- مرفوعاً: "من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه ناراً"، والحديث عام للرجال والنساء، وفي العرس وغيره .
الشرط الثالث: عدم إطالة الثوب والفستان، فالسنة أن اللباس لا يزيد عن الذراع لأجل الستر فقد روى النسائي (5336) والترمذي (1731) وصححه عن أم سلمة –رضي الله عنها- أنها سألت رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: كم تجر المرأة من ذيلها؟ قال: "يرخين شبراً"، فقالت: إذاً تنكشف أقدامهن؟ قال: "فيرخينه ذراعاً لا يزدن عليه".
الشرط الرابع: ألا يصحبها في هيئتها الكبر والعجب، فيحرم على العروس وغيرها ذلك، ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء" صحيح البخاري (5783)، وصحيح مسلم (2085).وهنا يأتي الجواب عما جاء في آخر السؤال، وهو: هل تدخل من تلبسه في الحديث "من جر ثوبه خيلاء"؟ فنقول: نعم تدخل؛ فقد قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (12/270) على هذا الحديث فـ(مَنْ) يتناول الرجال والنساء في الوعيد المذكور على هذا الفعل المخصوص، وقد فهمت ذلك أم سلمة –رضي الله عنها- ثم ذكر الحديث المذكور آنفاً في الشرط الثالث، والذي رواه النسائي والترمذي.وإنني بهذه المناسبة أقول: عرس المرأة لا يعني عدم التزامها بشريعة الله في زينتها، وعليها شكر هذه النعمة بامتثال طاعته في لباسها ومظهرها. والله أعلم.
المصدر موقع الإسلام اليوم
منقول لفائدة وارجو دعاء من كتبها ومن نقلها