وصف القرآن لمريم بنت عمران - عليها السلام -

وصف القرآن لمريم بنت عمران

- عليها السلام -

بسم الله الرحمن الرحيم

ان الحمد لله نحمده ونستغفره ونعود بالله من شرور أنفسنا
ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتدي ومن يظلل فلا هادى له

ونشهد أن لا اله الا الله وأن محمد عبد ورسوله

أما بعد :

فان أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي رسول الله

قال الله تعالى :

نَحْنُ
نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَاالْقُرْآنَ
وَإِنْ كُنتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ [يوسف:3]

هده رحلة في كتاب الله العظيم في سيرة السيدة الطاهرة
العفيفة النقية التقية

مـــريم بنت عمران عليها السلام

سميت سورة كاملة باسمها – سورة مريم -وسورة باسم عائلتها
-سورة آل عمران -

وهي المرأة الوحيدة التي دكرت باسمها في أكثر من سورة أكثر من ثلاثين مرة

هي مريم بنت عمرآن من سلالة سيدنا داود عليه اسلام

عرف عن أبوها الورع والتقوى والتعبد له

أمها حنة بنت فاقود

تميز هدا البيت بالخضوع والخشوع والانقياد لله عز وجل

ولما كانت هده العائلة تعيش لله وبالله ومع الله

ندرت الأم مولودها لله

" إِذْ
قَالَتْ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي
مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْمِنِّي إِنَّكَ
أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"

سورة آل عمران : 35

فجعلت ما في بطنها خالصا لله محررا لخدمته وخدمة بيته
ولما وضعت مولودها

"فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا
أُنْثَىوَاللَّهُ
أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأنْثَىوَإِنِّي
سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ "

سورة آل عمران : 36

وهده الاية تدل على مدى اخلاص زوجة عمرآن في نيتها لله
ادا ودت لو كان مولودها دكر لانه أقدر على خدمة الله وبيته

وفي كل مرة عائلة تعيش له

فقالت ..." وَإِنِّي
أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم
"

سورة آل عمران 36

لاحظوا كيف أنها امراة مؤمنة بالله مستعينة به وسنعيده
به من الشيطان الرجيم

قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم – كل مولود من بني
آدم يمسه الشيطان بأصيعه الا مريم بنت عمران وابنها عيسى عليه السلام

ولما كان هدا حال الام فكان لابد أن يكون هو حال البنت

" ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ
سَمِيعٌ عَلِيمٌ "

سورة آل عمران : 34

مــريم والمنبت الحسن

«فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا
حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا»

سورة آل عمران :37

كفلها زكريا عيه السلام ورباها على الاخلاق الحسنة
والمكارم الفاضلة فنشأت طاهرة عفيفة نقية تقية كيف لا ومن تكفلها نبي من أنبياء الله
وقد وصف الله هدا البيت وأثنى عليه فقال

إِِنَّهُمْ
كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا
وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ) الأنبياء/ 90

اتخد لها محرابا في بيت الله لا يدخل عيها أحدا سواه
فكفاها مخاطة العباد

تعبد الله فيه وتقوم بما يجب عليها من سدانة البيت ادا
جاءت نوبتها

مــريم العابدة

: { وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ
اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ* يَا مَرْيَمُ
اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ْ}

سورة آل عمران : 42 43

فقد اصطفاها الله وطهرها من الافات المنقصة وهدا من فضله
عليها فكانت صاحبة أخلاق حميدة ومكارم فاضلة وبهدا الاصطفاء اصطفاها على نساء
العالمين

يقول اشيخ اسعدي : ولما كان من اله هدا الاصطفاء كان في
هدا من النعمة العظيمة والمنحة الجسيمة ما يوجب لها القيام بشكرها

فكانت حالها دائمة الخضوع والخشوع له ساجدة راكعة له
وهدا منتهى الخضوع والانقياد لله

مــريم العفيفـــة التقيـــة

"وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ
أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا
فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ
إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا"

سورة مريم : 16 17

وهدا موقف عظيم حدث لها ولتحله جيدا لنعرف مدى عفتها
وطهرها وتقواها ومخافتها من الله

دواعي الموقف

كانت في حالة خالية

بعيدة عن الناس

تمث لها بشرا سويا دا جمال باهر وخلقة بشرية كاملة

فكيف وصف اقران ردها ؟

قالت اني أعود بالرحمن منك ان كنت تقيا

اعتصمت بالله واستعادة به

خوفته بالله

أمرته بلزوم التقوى ان كان تقي

وهدا لا يكون رد الا من كان يعيش لله

فلم تسولى لها نفسه شيء وحاشاها دلك

فهدا ردا أبلغ ما يكون من العفة والتقوى

يقول الشيخ السعدي

"وهده العفة – خصوصا مع اجتماع الدواعي وعدم المنع –
من أفضل الأعمال "

ثنـــاء الله عليها

ولهدا نجد الله قد أثنى عليه فقال

" وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ
فَرْجَهَا ..."

سورة الانبياء :91

وقوله "والَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا..."

ختام الكلام أن هده القصة العضيمة لهده السيدة الجليلة
التي يتلوها الناس أناء الليل وأطراف النهار انما تدل على صدق الصادق المصدوق –
عليه الصلاة والسلام -

ولو عقل انصارى ما حمله القرآن لهده السيدة العظيمة
لادركوا يقينا أنه الحق وكفى بها دليل على صدق رسولنا الكريم

بقلمي من مجلة منتديات الحقيقة