أحبتي في اللّـــــــه ؛ كثيرا ما نتحدث عن إعلاء كلمة الحق والدين، فإذا أردنا تطبيقا لذلك فعلينا أن نعلم علم يقين أن الطريق الموصلة إليه ليست مفروشة بالورود. وقد عرف ذلك سلفنا الصالح أشد المعرفة فكانوا مثلا خالدا من أمثلة البطولة والتضحية والإيمان، وأصبحوا قدوة كريمة على مدى الزمان لكل مؤمن يريد أن يكتب لأمته تاريخا، ولوطنه خلودا؛ ولنا فيهم أسوة إذ لا سبيل للعز والكرامة إلا باتباع منهجهم والسير على خطاهم . فلنقرأ بعضا من مواقفهم وسيرتهم ؛؛
إخوتـــــاه : كثيرة هي المواقف البطولية المشرقة التي سطرها شباب أمة الإسلام فكم سطروا بدمائهم أسطر التاريخ . وتسنموا ذرى المجـد . يرسمون لوحات البطولات ، ويشيدون بناء المعالي . ينظرون إلى دمائهم وهي تسيل على أقدامهم. يتخطون الذرى سيرا نحو المعالي ، لا يبالون بالمصاعب ولا بالمتاعب؛
فإليك يا رعاك الله مواقف بطولية وقصص واقعية لبعض شباب القدوة شباب مدرسة النبوة . إليك هذه النماذج الشبابية الفريدة وهي اثني عشر نموذجاً..
"النموذج الأول "
"مصعب بن عمير رضي الله عنه "
كان من أنعم غلامان مكة وأجودهم حلة مع أبويه فترك كل ذلك . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى من تحول حاله "كيف بكم إذا غدا أحدكم في حلة وراح في حلة ووضعت بين يديه صحفة ورفعت أخرى وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة قالوا يا رسول الله نحن يومئذ خير منا اليوم نتفرغ للعبادة وتكفي المؤنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أنتم اليوم خير منكم يومئذ" ؛؛
فما لبث أن صار أول سفير في الإسلام، رحل إلى المدينة داعية ومعلماً لأهلها, حمل الراية، في غزوة أحد وقتل قتالا ما سمع الدهر بمثله، فضرب ثمانين ضربة وهو متمسكا بعلم المسلمين !
"النموذج الثاني "
"أنس بن النضر رضي الله "
لم يشهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فشق ذلك على قلبه وقال أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه و سلم غبت عنه. أما والله لئن أراني الله مشهدا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ليرين الله ما أصنع. فشهد أحدا في العام القابل ففتك فتكاً عجيباً في الصفوف، فلما ضرب سال دمه وقال: إليك عني يا سعد ! والذي نفسي بيده إني لأجد ريح الجنة من دون أحد؛ فوجد في جسده بضع وثمانون ما بين رمية وضربة وطعنة فقالت أخته بنت النضر ما عرفت أخي إلا بثيابه أوببنانه ؛؛
"النموذج الثالث"
"عبد الله بن جحش رضي الله "
قال في ذات الغزوة : يا رب! أسألك هذا اليوم، أن تلاقي بيني وبين عدو لك شديد حرجه، قوي بأسه، كافر بك، فيقتلني، ثم يبقر بطني ويجدع أنفي، ويفقأ عيني ويقطع أذني، فألقاك يا رب بهذه الصورة فإذا قلت لي يوم القيامة: لم فُعل بك هذا! فأقول: فيك يا رب!!!
"النموذج الرابع"
"سعد بن الربيع رضي الله عنه "
قاتل في ذات الغزوة فقتل، فاندفع دمه يقذف قذفا على الأرض,وقال عليه الصلاة والسلام "هل من رجل ينظر إلى ما فعل سعد بن الربيع، أفي الأحياء هو أم في الأموات. فقال رجل من الأنصار: أنا أنظر لك يا رسول الله ما فعل سعد، فنظر فوجده جريحاً في القتلى وبه رمق، قال: قلت له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظر أفي الأحياء أنت أم في الأموات. قال: أنا في الأموات، فأبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عني السلام وقل له: إن سعد بن الربيع يقول لك: جزاك الله خير ما جزى نبياً عن أمته، وأبلغ قومك عني السلام وقل لهم: إن سعد بن الربيع يقول لكم: إنه لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم ومنكم عين تطرف".ثم لفظ أنفاسه ؛؛
"النموذج الخامس "
" سعد بن معاذ رضي الله عنه "
وأكتفي بدعائه المشهور" اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني لها فإنه لا قوم أحب إلي أن أجاهد من قوم آذوا رسولك وكذبوه وأخرجوه اللهم وإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعلها لي شهادة ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة" ولعلي أضيف مقولته "والله لكأنّك تريدنا يا رسول الله.إلى قوله. فو الذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك" الله أكبــــر!!
"النموذج السادس "
" أسامة بن زيد رضي الله عنه"
وقد أنفذه عليه الصلاة والسلام إلى الشام في جيش حوى كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار؛ وكان منهم أبو بكر وعمر، وكان أسامة ابن ثماني عشرة سنة، وتكلم البعض في تأميره وهو مولى وصغير السن على كبار المهاجرين والأنصار فلم يقبل الرسول صلى الله عليه وسلم طعنهم في إمارة أسامة، فقال صلى الله عليه وسلم " إن يطعنوا في إمارته فقد طعنوا في إمارة أبيه وأيم الله إن كان لخليقا للإمارة. وإن كان من أحبِّ الناس إلي وإن ابنه هذا لمن أحب الناس إلي بعده"؛؛
"النموذج السابع "
" عبد الله بن عمر رضي الله عنه "
وقد ردّه النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد لصغره ، ي وأجازه في غزوة الخندق لبلوغه الخامسة عشرة, وقد رد رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ : أسامة بن زيد السابق ذكره، وزيد بن ثابت ، وأسيد بن ظهير, وزيد بن أرقم ,والبراء بن عازب ، وأجازهم كلهم في غزوة الخندق، ومن من ردهم النبي صلى الله عليه وسلم في أحد أيضا : سمرة بن جندب، ورافع بن خديج لكنهما امتدحا له فأجازهما ويأتي .
"النموذج الثامن"
"عمير بن أبي وقاص رضي الله عنه "
عمير بن أبي وقاص أخو سعد بن أبي وقاص . شاب قصير البنية طويل الهمة صغير العمر كبير الهمة لما رُد بكى .قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش بدر . فرد عمير بن أبي وقاص ، فبكى عمير ، فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعقد عليه حمائل سيفه . رواه الحاكم وصححه . لقد تطاول على أطراف قدميه ليبلغ مبلغ الرجال وليقف مواقف الرجال الأخيار همة وأي همة !!!!
"النموذج التاسع والعاشر"
"المعاذان رضي الله عنهما ابني عفراء"
قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : "بينا أنا واقف في الصف يوم بدر . فنظرت عن يميني وشمالي . فإذا أنا بغلامين من الأنصار ، حديثة أسنانهما . تمنيت أن أكون بين أضلع منهما . فغمزني أحدهما فقال : يا عم هل تعرف أبا جهل . قلت : نعم . ما حاجتك إليه يا ابن أخي . قال : أخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم . والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل مـنا ، فتعجبت لذلك. فغمزني الآخر فقال لي مثلها ، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس . فقلت : ألا إن هذا صاحبكما الذي سألتماني ، فابتدراه بسيفيهما ، فضرباه حتى قتلاه . ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه ، فقال : أيكما قتله . قال كل واحد منهما . أنا قتلته ، فقال : هل مسحتما سيفيكما . قالا : لا .فنظر في السيفين . فقال : كلاكما قتله " رواه البخاري ومسلم ؛؛
"النموذج الحادي عشر والثاني عشر"
"رافع بن خديج وسمرة بن جندب رضي الله عنهما"
شابان من شباب الأنصار ، أجيز أحدهما وأخـر الآخر ، فلم تطب نفسه أن يؤخر ويقدم صاحبه .أجاز النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد رافع بن خد يج رضي الله عنه وكان راميا ، وعرض عليه سمرة فرده ، فقال : لقد أجزت هذا ورددتني ، ولو صارعته لصرعته ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فدونكه فصارعه . فصرعه سمرة ، فأجازه .أما إنه لم يفرح أن يؤخر عن شهود القتال ولم ينزوي يوم أن رده النبي صلى الله عليه وسلم مغتنما الفرصة بل تطلع وتطاول بهمته فلم يؤذن لقرينه ولا يؤذن له ؛؛
وقل مثل هذا: في جميع شؤون الحياة وإنما اقتصرت على الجهاد والتّضحية لعلمكم أن من ضحّى برقبته فهوبما سواها أجود وأكرم ؛ والوقت والحال لايسمحان بسرد مناقبهم جهادا وبذلا وعطاءا ، هيهات هيهات ؛؛
نسأل الله أن يلحقنا بهم في جنات عدن .و أن يحشرنا في زمرتهم. إنه سميع قريب مجيب الدعـــــــــاء ؛؛
" أترككم في حفظ الله ورعايته "
"المراجع"
صفة الصفوة لابن الجوزي ؛
السيرة النبوية لابن هشام.
السيرة النبوية . دروس وعبر في تربية الأمة وبناء الدولة علي الصلابي؛
الرحيق المختوم.
السيرة النبوية لابن كثير.
صحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير؛
صحيح البخاري، كتاب المغازي.
الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله والثلاثة الخلفاء . سليمان بن موسى الكلاعي الأندلسي؛
التذكرة في الوعظ ابن الجوزي لعبد الرحمن بن علي بن محمد القرشي ؛
أحبتي في اللّـــــــه ؛ كثيرا ما نتحدث عن إعلاء كلمة الحق والدين، فإذا أردنا تطبيقا لذلك فعلينا أن نعلم علم يقين أن الطريق الموصلة إليه ليست مفروشة بالورود. وقد عرف ذلك سلفنا الصالح أشد المعرفة فكانوا مثلا خالدا من أمثلة البطولة والتضحية والإيمان، وأصبحوا قدوة كريمة على مدى الزمان لكل مؤمن يريد أن يكتب لأمته تاريخا، ولوطنه خلودا؛ ولنا فيهم أسوة إذ لا سبيل للعز والكرامة إلا باتباع منهجهم والسير على خطاهم . فلنقرأ بعضا من مواقفهم وسيرتهم ؛؛
إخوتـــــاه : كثيرة هي المواقف البطولية المشرقة التي سطرها شباب أمة الإسلام فكم سطروا بدمائهم أسطر التاريخ . وتسنموا ذرى المجـد . يرسمون لوحات البطولات ، ويشيدون بناء المعالي . ينظرون إلى دمائهم وهي تسيل على أقدامهم. يتخطون الذرى سيرا نحو المعالي ، لا يبالون بالمصاعب ولا بالمتاعب؛
فإليك يا رعاك الله مواقف بطولية وقصص واقعية لبعض شباب القدوة شباب مدرسة النبوة . إليك هذه النماذج الشبابية الفريدة وهي اثني عشر نموذجاً..
"النموذج الأول "
"مصعب بن عمير رضي الله عنه "
كان من أنعم غلامان مكة وأجودهم حلة مع أبويه فترك كل ذلك . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى من تحول حاله "كيف بكم إذا غدا أحدكم في حلة وراح في حلة ووضعت بين يديه صحفة ورفعت أخرى وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة قالوا يا رسول الله نحن يومئذ خير منا اليوم نتفرغ للعبادة وتكفي المؤنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أنتم اليوم خير منكم يومئذ" ؛؛
فما لبث أن صار أول سفير في الإسلام، رحل إلى المدينة داعية ومعلماً لأهلها, حمل الراية، في غزوة أحد وقتل قتالا ما سمع الدهر بمثله، فضرب ثمانين ضربة وهو متمسكا بعلم المسلمين !
"النموذج الثاني "
"أنس بن النضر رضي الله "
لم يشهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فشق ذلك على قلبه وقال أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه و سلم غبت عنه. أما والله لئن أراني الله مشهدا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ليرين الله ما أصنع. فشهد أحدا في العام القابل ففتك فتكاً عجيباً في الصفوف، فلما ضرب سال دمه وقال: إليك عني يا سعد ! والذي نفسي بيده إني لأجد ريح الجنة من دون أحد؛ فوجد في جسده بضع وثمانون ما بين رمية وضربة وطعنة فقالت أخته بنت النضر ما عرفت أخي إلا بثيابه أوببنانه ؛؛
"النموذج الثالث"
"عبد الله بن جحش رضي الله "
قال في ذات الغزوة : يا رب! أسألك هذا اليوم، أن تلاقي بيني وبين عدو لك شديد حرجه، قوي بأسه، كافر بك، فيقتلني، ثم يبقر بطني ويجدع أنفي، ويفقأ عيني ويقطع أذني، فألقاك يا رب بهذه الصورة فإذا قلت لي يوم القيامة: لم فُعل بك هذا! فأقول: فيك يا رب!!!
"النموذج الرابع"
"سعد بن الربيع رضي الله عنه "
قاتل في ذات الغزوة فقتل، فاندفع دمه يقذف قذفا على الأرض,وقال عليه الصلاة والسلام "هل من رجل ينظر إلى ما فعل سعد بن الربيع، أفي الأحياء هو أم في الأموات. فقال رجل من الأنصار: أنا أنظر لك يا رسول الله ما فعل سعد، فنظر فوجده جريحاً في القتلى وبه رمق، قال: قلت له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظر أفي الأحياء أنت أم في الأموات. قال: أنا في الأموات، فأبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عني السلام وقل له: إن سعد بن الربيع يقول لك: جزاك الله خير ما جزى نبياً عن أمته، وأبلغ قومك عني السلام وقل لهم: إن سعد بن الربيع يقول لكم: إنه لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم ومنكم عين تطرف".ثم لفظ أنفاسه ؛؛
"النموذج الخامس "
" سعد بن معاذ رضي الله عنه "
وأكتفي بدعائه المشهور" اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني لها فإنه لا قوم أحب إلي أن أجاهد من قوم آذوا رسولك وكذبوه وأخرجوه اللهم وإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعلها لي شهادة ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة" ولعلي أضيف مقولته "والله لكأنّك تريدنا يا رسول الله.إلى قوله. فو الذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك" الله أكبــــر!!
"النموذج السادس "
" أسامة بن زيد رضي الله عنه"
وقد أنفذه عليه الصلاة والسلام إلى الشام في جيش حوى كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار؛ وكان منهم أبو بكر وعمر، وكان أسامة ابن ثماني عشرة سنة، وتكلم البعض في تأميره وهو مولى وصغير السن على كبار المهاجرين والأنصار فلم يقبل الرسول صلى الله عليه وسلم طعنهم في إمارة أسامة، فقال صلى الله عليه وسلم " إن يطعنوا في إمارته فقد طعنوا في إمارة أبيه وأيم الله إن كان لخليقا للإمارة. وإن كان من أحبِّ الناس إلي وإن ابنه هذا لمن أحب الناس إلي بعده"؛؛
"النموذج السابع "
" عبد الله بن عمر رضي الله عنه "
وقد ردّه النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد لصغره ، ي وأجازه في غزوة الخندق لبلوغه الخامسة عشرة, وقد رد رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ : أسامة بن زيد السابق ذكره، وزيد بن ثابت ، وأسيد بن ظهير, وزيد بن أرقم ,والبراء بن عازب ، وأجازهم كلهم في غزوة الخندق، ومن من ردهم النبي صلى الله عليه وسلم في أحد أيضا : سمرة بن جندب، ورافع بن خديج لكنهما امتدحا له فأجازهما ويأتي .
"النموذج الثامن"
"عمير بن أبي وقاص رضي الله عنه "
عمير بن أبي وقاص أخو سعد بن أبي وقاص . شاب قصير البنية طويل الهمة صغير العمر كبير الهمة لما رُد بكى .قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش بدر . فرد عمير بن أبي وقاص ، فبكى عمير ، فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعقد عليه حمائل سيفه . رواه الحاكم وصححه . لقد تطاول على أطراف قدميه ليبلغ مبلغ الرجال وليقف مواقف الرجال الأخيار همة وأي همة !!!!
"النموذج التاسع والعاشر"
"المعاذان رضي الله عنهما ابني عفراء"
قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : "بينا أنا واقف في الصف يوم بدر . فنظرت عن يميني وشمالي . فإذا أنا بغلامين من الأنصار ، حديثة أسنانهما . تمنيت أن أكون بين أضلع منهما . فغمزني أحدهما فقال : يا عم هل تعرف أبا جهل . قلت : نعم . ما حاجتك إليه يا ابن أخي . قال : أخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم . والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل مـنا ، فتعجبت لذلك. فغمزني الآخر فقال لي مثلها ، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس . فقلت : ألا إن هذا صاحبكما الذي سألتماني ، فابتدراه بسيفيهما ، فضرباه حتى قتلاه . ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه ، فقال : أيكما قتله . قال كل واحد منهما . أنا قتلته ، فقال : هل مسحتما سيفيكما . قالا : لا .فنظر في السيفين . فقال : كلاكما قتله " رواه البخاري ومسلم ؛؛
"النموذج الحادي عشر والثاني عشر"
"رافع بن خديج وسمرة بن جندب رضي الله عنهما"
شابان من شباب الأنصار ، أجيز أحدهما وأخـر الآخر ، فلم تطب نفسه أن يؤخر ويقدم صاحبه .أجاز النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد رافع بن خد يج رضي الله عنه وكان راميا ، وعرض عليه سمرة فرده ، فقال : لقد أجزت هذا ورددتني ، ولو صارعته لصرعته ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فدونكه فصارعه . فصرعه سمرة ، فأجازه .أما إنه لم يفرح أن يؤخر عن شهود القتال ولم ينزوي يوم أن رده النبي صلى الله عليه وسلم مغتنما الفرصة بل تطلع وتطاول بهمته فلم يؤذن لقرينه ولا يؤذن له ؛؛
وقل مثل هذا: في جميع شؤون الحياة وإنما اقتصرت على الجهاد والتّضحية لعلمكم أن من ضحّى برقبته فهوبما سواها أجود وأكرم ؛ والوقت والحال لايسمحان بسرد مناقبهم جهادا وبذلا وعطاءا ، هيهات هيهات ؛؛
نسأل الله أن يلحقنا بهم في جنات عدن .و أن يحشرنا في زمرتهم. إنه سميع قريب مجيب الدعـــــــــاء ؛؛
" أترككم في حفظ الله ورعايته "
"المراجع"
صفة الصفوة لابن الجوزي ؛
السيرة النبوية لابن هشام.
السيرة النبوية . دروس وعبر في تربية الأمة وبناء الدولة علي الصلابي؛
الرحيق المختوم.
السيرة النبوية لابن كثير.
صحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير؛
صحيح البخاري، كتاب المغازي.
الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله والثلاثة الخلفاء . سليمان بن موسى الكلاعي الأندلسي؛
التذكرة في الوعظ ابن الجوزي لعبد الرحمن بن علي بن محمد القرشي ؛