عمر: لي مدة لم أطمئن على معاذ .. سأذهب لأتصل به
رن جرس الهاتف
معاذ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمر: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. أخي كيف حالك طمني عليك؟
معاذ: الحمد لله والله يا عمر أنا في أتم الصحة والعافية .. وأنت يا غالي؟
عمر: في نعمة يا معاذ، لكن ما لي لم أسمع صوتك منذ فترة طويلة وأراه متغيرًا بعض الشيء؟
معاذ: طلبوا منا في العمل مشروع بسيط والمشكلة أنه ليس في هذه البلدة
عمر: وما المشكلة يا معاذ، استخير الله عز وجل وهو يختار لك الخير .. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلم السورة من القرءان، يقول :
(إذا همَّ أحدُكم بالأمرِ فليركَعْ ركعتينِ من غيرِ الفريضةِ، ثم لْيقُلْ : اللهم إني أَستخيرُك بعِلمِك، وأستقدِرُك بقُدرتِك، وأسألُك من فضلِك، فإنك تَقدِرُ ولا أقدِرُ، وتَعلَمُ ولا أَعلَمُ، وأنت علَّامُ الغُيوبِ، اللهم فإن كنتَُ تَعلَمُ هذا الأمرَ - ثم تُسمِّيه بعينِه - خيرًا لي في عاجلِ أمري وآجلِه - قال : أو في دِيني ومَعاشي وعاقبةِ أمري - فاقدُرْه لي ويسِّرْه لي، ثم بارِكْ لي فيه، اللهم وإن كنتَُ تَعلَمُ أنه شرٌّ لي في دِيني ومَعاشي وعاقبةِ أمري - أو قال : في عاجلِ أمري وآجلِه - فاصرِفْني عنه، واقدُرْ ليَ الخيرَ حيثُ كان ثم رَضِّني به" [صحيح البخاري: (7390)].
معاذ: الله الله يا معاذ حديث جميل وهب في قلبي طمأنينة، فعلًا لم أكن أعلمه من قبل
جزاك الله خيرًا
عمر: أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه
وفي اليوم التالي أثناء سفر معاذ
عمر: ما الأخبار يا معاذ؟
معاذ: الحمد لله يا عمر .. الأمور تسير على أفضل وجه .. الله عز وجل يسرها والحمد لله
عمر: الحمد لله يا أخي .. قاربت على الوصول؟
معاذ: ها أنا في نصف الطريق يا غالي
عمر: يسر الله لكم يا معاذ، لا تنس تصلي ركعتين من غير الفريضة في عربتك أي
اتجاه كنت تجلس فيه
معاذ: صحيح يا عمر؟ أول مرة أعرف الله يبارك فيك، وفي أي قبلة أكون بها؟
عمر: نعم يا معاذ، تعلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يفعل ذلك، فَ عن ابنِ عمرَ ؛ قال : كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يصلي ، وهو مقبلٌ من مكةَ إلى المدينةِ ، على راحلتِه حيثُ كان وجهُه . قال : وفيهِ نزلت : فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ [ 2 / البقرة / 115 ] . وفي روايةٍ : ثم تلا ابنُ عمرَ : فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ . وقال : في هذا نزلت" [صحيح مسلم: (700)].
معاذ: سأصليها الآن يا عمر، بارك الله فيك ..
جاء اليوم المرتقب لوصول معاذ من السفر
عمر في الهاتف: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معاذ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته سأراك اليوم يا عمر بإذن الله؟ ربع الساعة وأكون في بلدتنا
عمر: طبعًا يا أخي بإذن الله، أنا ذاهب للمسجد الآن وأنتظرك هناك
قدم معاذ إلى المسجد حيث عمر، وبعد السلام والتحية
عمر: تعلم يا معاذ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي ركعتين في المسجد حال وصوله من السفر؟
معاذ: لا يا عمر لا أعرف، أعلمني بها بارك الله فيك
عمر: جاء في الحديث "أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان إذا قَدِمَ من سفرٍ ضُحًى دخل المسجدَ ، فصلَّى ركعتينِ قبل أن يجلسَ" [صحيح البخاري: (3088)]
معاذ: الحمد لله الذي وفقني لهذا الخير، سأتصل بصديقي الذي كان معي لأخبره بها أيضًا وبعد ذلك أذهب لمنزلي
عمر: الحمد لله يا معاذ، في حفظ الله ورعايته.