(وجاءوا على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون18)
تبين لنا الآية الثامنة عشر من سورة يوسف موقف سيدنا يعقوب عليه السلام تجاه إضاعة أبنائه لأخيهم يوسف الذي هو أعز أبنائه على نفسه.
ويتضح من موقف سيدنا يعقوب عليه السلام مدى رحمته بأبنائه رغم خطئهم ولينه وقدرته على ملك نفسه في أشد الأوقات فرغم شناعة الخطأ الذي ارتكبوه بحق أعز أبنائه عليه الذي لم يكن يحتمل فراقه لساعات قليلة حتى إنه رفض طلبهم باصطحابه لأنه يحزنه أن يذهبوا به إلا أنه لم يطردهم ولم يغضب عليهم أو يدعو عليهم وإنما اكتفى بالاحتساب والصبر الجميل والاستعانة بالله.
تصوروا لو أن أحدنا رجع إلى بيته ووجد أبناءه قد أضاعوا أخاً لهم بدون قصد فماذا سيكون فعله،سيطردهم وربما ضربهم وسيدعو عليهم وسيغضب عليهم حتى وإن لم يكونوا يقصدوا ذلك لكن سيدنا يعقوب عليه السلام لم يفعل شيئاً من ذلك رغم أن أبناءه فعلوا ذلك عن سوء قصد وعن سبق إصرار
وفي هذا درس للآباء بالرفق واللين مع أبنائهم حتى وإن اخطأوا وعدم الدعاء عليهم والغضب عليهم.
وإذا قال قائل بأن يعقوب لم يطردهم لأنه كان شيخاً كبيراً ولم يكن له حيلة بهم نرد عليه بأنه كان على الأقل يستطيع الدعاء عليهم ولكنه لم يفعل ذلك.
انتظروني في وقفات أخرى إن شاء الله
جزى الله خيراً كل من ساهم في نشر هذه المواد على المنتديات ومواقع الانترنت وغيرها